هذا الكتاب حفرٌ في الذاكرة المنسية وفي الذّاكرة الشّعرية الشّعبية التي لازالت تقاوم الزّمن والركض المجنون نحو المستقبل، غافلا أو متغافلا عن تاريخ وحضارة أبدعها الإنسان بكل حب وجمال وإنسانية... عندما كان للكلمة دورها ودلالتها وألقُها..
إنّ الشّعر الشّعبي تعبير فطري عن مختلف الأحاسيس والمواقف وتخليد لها، في لغة تنطلق من النفس وتعود إليها.. بل وتتماهى معها في انسجام وبساطة عكست بساطة الرؤية والحياة فيما مضى. وهو ما مكّنه من أن يتبوّأ مكانة أعلى وأرفع حين كان يُقال ويُنشد ويُغنّى دفاعا عن الوطن والهوية والدين أيام الاستعمار والتغريب.
وحتى لا يبقى كلامنا مجرّد رأي ذاتي في شعر شعبي جزائري نقل لنا أعتق الصور وأقدسها؛ يأتي هذا الكتاب كدراسة وتحليل موضوعي يتحرّى الكلمة والعبارة والتركيب وفق إجراء أسلوبي صارم طالما اعتاد التعامل مع القصيدة الفصيحة، فكيف سيتجلى لنا من خلال بُناه الثلاث (الإيقاع والتركيب والدلالة) في قصيدة شعبية طالما وُسمت بالبساطة والّليونة والجمالية أيضا ؟
السعر : 0 دج